بعد اكتساحها العالم بشكل مثير للقلق والرعب، أصبح الجميع في تلهف دائم لمعرفة أحدث ما توصل إليه العلماء فيما يتعلق بـ "أنفلونزا الخنازير" أو ما يطلق عليه مجازاً "وباء القرن"، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تحور فيروس "اتش1 ان ا" المعروف بفيروس أنفلونزا الخنازير، ووصفته بالتحور المحدود فى إطار ما هو معروف عن طبيعة فيروسات الأنفلونزا الدائمة التحور.
وأكدت المنظمة أن هذا التحور أثبته التقارير الواردة من العديد من البلاد المصابة، لكنه لم يؤثر حتى الآن على درجة شراسة الفيروس، ولا على فعالية اللقاح المضاد له، ولا حساسيته للأدوية المعالجة للمرض الناجم عنه.
وأوضحت المنظمة على ضرورة اغتنام فرصة عطلة أعياد الميلاد وعطلة منتصف العام الدراسى لكي تذكر جميع أفراد المجتمع بالأهمية القصوى للتدخلات الوقائية غير الدوائية، مثل غسل اليدين بالماء والصابون غسيلاً جيداً بانتظام و تغطية الفم والأنف عند العطاس أو السعال بالمنديل الورقى والتخلص منه فوراً فى سلة المهملات، أو العطس في القميص تجنباً لنشر الفيروس والابتعاد لمسافة لا تقل عن متر واحد عند التعامل مع الآخرين.
وتجنب التقبيل أو العناق عند تحية الآخرين وتجنب الذهاب إلى المناطق المزدحمة دون ضرورة أو ارتداء الكمامة عند ارتياد هذه الأماكن والاهتمام بالنظافة الشخصية والتهوية الجيدة والغذاء الصحى والنشاط البدنى.
كما نصحت بالتزام الراحة بالمنزل عند ظهور أعراض الأنفلونزا مثل ارتفاع درجة الحرارة والسعال والعطاس واحتقان الحلق مع الإسراع بمراجعة الطبيب إذا استمر ارتفاع الحرارة لأكثر من يومين وعزل المريض فى حجرة جيدة التهوية.
توقعات تحدث عند التحور
هناك العديد من الاحتمالات التى يمكن أن تتوقع حدوثها مع حدوث التحور وهى:
- قد يصبح الفيروس أشد شراسة وضراوة مما يتسبب معه حدوث مضاعفات ووفيات كثيرة فى الموجة الثانية فى الشتاء مثلما حدث فى وباء عامي 1918 و1919، وكذلك وباء 1957.
- هناك احتمال قائم من حدوث التحور من خلال اندماج كل من فيروس الأنفلونزا الوبائي "الخنازير" مع فيروس أنفلونزا الطيور الذى أصبح متوطناً فى مصر.
- قد يصبح الفيروس أكثر مقاومة لعقار "التاميفلو"، مما يسبب مشاكل فى العلاج والسيطرة على الحالات المصابة، وقد تقل فاعلية اللقاح المصنع تجاهه.
- هناك احتمال أن يحدث هذا التحور بحيث يصيب كائنات جديدة، مثل الكلاب والقطط مثلما حدث فى حالة كلبين فى الصين تم عزل الفيروس منهما من بين 52 كلباً مصاباً بالأنفلونزا، وكذلك القطة المنزلية فى ولاية "أيوا" بالولايات المتحدة التى تم تأكيد إصابتها بفيروس "اتش1ان 1".
- ربما يحدث تحور بسيط للفيروس لا يؤدى إلى تغير مستوى شراسة وضراوة الفيروس، فيظل على نفس المستوى الذى هو عليه الآن مثلما حدث فى الموجة الثانية فى وباء عام 1968.
وأكد الخبراء أنه بالرغم من ارتفاع نسبة الإصابات بين طلبة المدارس فى الآونة الأخيرة، فإن نسبة حدوث الوفيات بينهم قليلة جداً، وأن الحمل ونقص المناعة والأمراض المزمنة والسمنة المفرطة من أهم عوامل الخطورة التى ينبغى إعطاؤها "التاميفلو" فى بداية حدوث العدوى دون انتظار للتحليل أو تأخر فى التشخيص، وطبعاً ينبغى أن يتناولوا اللقاح الواقي ضد أنفلونزا الخنازير "اتش1ان 1".
أنفلونزا الخنازير تستمر سنوات
وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن خفض مستوى التحذير من وباء "أنفلونزا الخنازير" إلى مجرد أنفلونزا موسمية قد يتطلب سنوات إلى أن يتمكن الناس من حماية أنفسهم منها بشكل أفضل.
وأكد جريجوري هارتل المتحدث باسم المنظمة، "أنه في لحظة ما في المستقبل سيكون هناك إقرار بحقيقة أن الفيروس كف عن الانتقال بشكل متواصل في التجمعات، عندئذ سيتعين تقليل مستوى الوباء"، مشيراً إلى أن ذلك سيحتاج وقتاً يتراوح بين عامين وثلاثة أعوام.
وكانت المنظمة قد أعلنت يونيو الماضي أن أنفلونزا الخنازير وباءً عالمياً ورفعت مستوى التحذير منه إلى الدرجة السادسة، وهي أقصى درجات التحذير لديها، وقد أودى هذا الوباء إلى الآن بحياة أكثر من 4500 شخص.