قتل نحو 90 شخصاً، بينهن نساء، وأصيب نحو 200 بجراح في تفجير قنبلة زرعت في سيارة وسط سوق مزدحمة في مدينة بيشاور شمال غرب باكستان، واتهمت الحكومة الباكستانية حركة طالبان بالمسؤولية عن الهجوم فيما نفت الحركة تورّطها.
وكانت تقارير سابقة تحدثت بعد الحادث مباشرة عن سقوط أكثر من 20 قتيلاً. كما نقل عن طبيب باكستاني أن ما يصل إلى 20 شخصاً، معظمهم من النساء قتلوا في الانفجار، وتابع "لدينا ما بين 15 و20 جثة، بينها 12 جثة لنساء".
أما المسؤول في الشرطة المحلية أنور شاه فأشار إلى أن الهجوم كان ضخماً، "سمع دويه في جميع أنحاء المدينة تقريباً"، مضيفاً أن العديد من السيارات وواجهات المحال تحطمت بسبب التفجير الضخم.
وقال المحلل السياسي علي ماهر، في حديث مع "العربية" من بيشاور، إن الاستهداف يمكن فهمه كردّ من الحركة على الحملة العسكرية التي تقوم بها القوات الباكستانية في وزيرستان. ولفت إلى الانفجار استهدف سوقاً للنساء، "مع العلم أن طالبان هي أكثر من يعارض نشاط النساء خارج المنزل".
واعتبر ماهر أن استهداف المناطق الحدودية وضمن الحزام القبلي، "يهدف لوضع المزيد من الضغوط على قوات الامن والجيش الباكستاني". وجاء التفجير بعد ساعات قليلة من وصول كلينتون إلى العاصمة إسلام آباد، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام تلتقي خلالها بالقادة السياسيين والعسكريين. وقالت كلينتون للصحافيين في مطار إسلام آباد "إننا نطوي الصفحة"، معترفة بأن سوء الفهم كان سببا لتعثر روابط الولايات المتحدة مع باكستان. وتعهدت بإعادة تركيز العلاقة على "حاجات الشعب" بما في ذلك تعزيز المساعدة الاقتصادية وتطوير المؤسسات الديمقراطية.
وقالت إن بضعة اتفاقات للاستثمار المدني ستعلن أثناء زيارتها كعلامة على التزام واشنطن بمساعدة باكستان التي شهدت أخيرا تعهدا أمريكيا بمساعدات قيمتها 5.7 مليار دولار على مدى السنوات الخمس القادمة.
وأضافت قائلة "مما يؤسف له أنه يوجد أولئك الذين يشككون في دوافعنا وربما أنهم متشككون في أننا سنلتزم بعلاقة طويلة الأجل، وأريد أن أحاول تبديد تلك الشكوك".
ويعتبر الدعم الباكستاني حيوياً بالنسبة للولايات المتحدة مع سعيها جاهدة لهزيمة القاعدة والقبض على زعمائها وتحقيق الاستقرار في أفغانستان.