طلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رسميا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إجراء تحقيق في سلسلة تفجيرات قتلت ٥٩ شخصا في بغداد الشهر الماضي.
وأصيب أكثر من ٠٠٠١ شخص في التفجيرات التي وقعت في ٩١ أغسطس وهو أكثر الأيام دموية في العراق هذا العام.
لكن الرئيس السوري بشار الأسد ندد بمطالبة العراق بتشكيل محكمة دولية لمحاكمة المسئولين عن الهجومين الدمويين.. وتؤكد السلطات العراقية ان منفذي الهجومين موجودون في سوريا.
وبعث المالكي برسالة مؤرخة في ٠٣ أغسطس أحالها مكتب الأمن العام للأمم المتحدة بان كي مون أول أمس إلي مجلس الأمن طالب فيها رئيس الوزراء العراقي بإنشاء لجنة تحقيق دولية مستقلة.
وقالت الرسالة ان نطاق وطبيعة »هذه الجرائم« يستدعيان تحقيقا خارج نطاق النظام القانوني العراقي ومحاكمة الجناة أمام محكمة جنائية دولية خاصة.
وألقت الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة باللوم علي مؤيدي حزب البعث المحظور وتنظيم القاعدة السني في هجمات وقعت مؤخرا وتقول ان زعماء البعث دبروا التفجيرات من سوريا المجاورة.
وطالبت بغداد الاسبوع الماضي دمشق بتسليم شخصين تتهمهما بأنهما العقل المدبر للتفجيرات. واستدعي كل من البلدين سفيره لدي البلد الآخر.
ولم تذكر رسالة المالكي سوريا بالاسم لكنها قالت »نعتقد ان جرائم منظمة بمثل هذا الحجم والتقصير« ما كان يمكن تخطيطها وتمويلها وتنفيذها بدون دعم من قوي وأطراف خارجية.
وقال رئيس الوزراء العراقي في الرسالة أن الهجمات ترقي إلي مستوي جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية يعاقب عليه القانون الدولي.
وأكدت الولايات المتحدة التي ترأس مجلس الأمن للشهر الحالي استلام الرسالة التي قال مسئول أمريكي انها ستوزع علي أعضاء المجلس الأربعة عشر الآخرين. وامتنع المسئول عن قول ما الإجراء الذي قد يتخذه المجلس.
وقال المالكي »قدمنا معلومات ووثائق خلال زيارتنا الأخيرة إلي دمشق واجتماعنا مع المسئولين السوريين. سمعنا منهم كلاما طيبا حول التعاون لكن نشاط هذه المنظمات لم يتوقف بل تصاعد«.
وأضاف »قدمنا معلومات حول اجتماع عقد في الزبداني يوم ٠٣ يوليو الماضي ضم بعثيين وتكفيريين في حضور المخابرات السورية.. لماذا الإصرار علي إيواء المنظمات المسلحة والمطلوبين للقضاء العراقي والإنتربول.
غير ان الرئيس الأسد ندد بالطلب العراقي وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز الذي يزور سوريا »لم أفهم ما الذي يمكن أن يدول في العراق.. فالعراق كل وضعه مدول منذ عام ١٩٩١.. منذ غزو الكويت.. لكن بغض النظر عن العراق.. وهذا شأن عراقي.. نحن نتحدث عن مبدأ«.ونقلت عنه وكالة الأنباء السورية قوله »التدويل لم يكن حياديا ولم يحقق انجازات.. حقق فقط مآسي لنا«. مؤكدا ان »الحلول الصحيحة تأتي من أبناء المنطقة تحديدا.. التدويل هو دليل علي ضعفنا.. دليل علي عدم قدرتنا أو عدم أهليتنا.. وهو اعتراف منا بعدم أهليتنا بإدارة شئوننا سواء كانت هذه الشئون صغيرة أم كبيرة«.
من ناحية أخري قتل ثمانية أشخاص وأصيب ٧٥ آخرون في هجومين استهدفا مرقدين للشيعة مساء الخميس في محافظة بابل.