عشيرة المواسي.. تاريخ لن ينسى!!

يعود نسب عشيرة المواسي الى قبيلة عنزة الوائلية, اكبر
القبائل العربية ما قبل وبعد الاسلام. اتفق المؤرخون ان عشيرة المواسي هي احد فروع العمارات والذين ازاحوا القبائل التي كانت بطريقهم اثناء البحث عن المرعى الخصيب الى ان استوطنوا في العراق. أتت المواسي الى فلسطين في عهد صلاح الدين الايوبي.
تقع قرية عرب المواسي إلى الشمال الغربي من مدينة طبريا، وإلى الغرب من قرية المجدل بالاساس وامتدت مضاربهم الى كل من قضاء صفد وعكا.
نشأت القرية على فرع وادي الحمام الشمالي قبل التقائه بالفرع الجنوبي، حيث يعمق الوادي بين التلال المنحدرة باتجاه بحيرة طبريا ليصب في بحيرة طبريا شمالي المجدل.
ويقابل القرية على الجانب الجنوبي من الوادي خربة وادي الحمام، وحيث كانت ترتفع خربة الوعرة السوداء نحو 50 مترا عن سطح البحر، وهي مؤلفة من مضارب لبدو المواسي المستقرين بالبيوت المبنية بالحجر، وقد تجمعت مباني القرية بشكل غير منتظم عن التقاء الدربين الترابيين اللذين يربطانها بطريق طبريا ـ المغار وبقرية حطين.
وتضم خربة تضم مقام للشيخ موسى الكاظم، حيث كان السكان يقيمون الاحتفالات الدينية فيه.
وقد اعتمد السكان على الزراعة كعماد لاقتصادهم، وغرس شجر الزيتون في المناطق الشمالية من أراضي القرية بينما زرعت الحبوب في قاع وادي الحمام.
يحكى عن قيام عشيرة المواسي بغزو قبيله اخرى واحراق اكواخ مما ادى الى ابادة هذه القبيله بما فيها من اطفال ونساء وشيوخ, وتتحدث الرواية ان مرضاً قاتلاً فتك بالكثير من ابناء عشيرة المواسي وظنّ السكان ان هذا المرض جاء كعقاب على فعلتهم هذه, الا ان مرً الشيخ الامام موسى الكاظم بالقرب من مضارب المواسي, ويقال انه بارك في العشيرة وشفى الكثير من المرضى, لذلك اقاموا له مقاماً موجود الى يومنا هذا في منطقة العزوينة قرب عيلبون.
اعتبرت عرب المواسي من اكبر واقوى العشائر البدوية في شمال فلسطين وكان اميرها محمد عجاج العويمر, وثمة رواية شهيرة تتحدث عن قيام شباب من عرب المواسي بقطع رأس جندي يهودي وركله, ووجدت بندقيته مخبأة في احد بيوت القرية اضافة الى تضارب الانباء حول مساعدة ابناء العشيرة لجيش الانقاذ والمشاركة في قتال قوات " الهغاناه " مما جعل من العشيرة هدفاً اساسياً للعصابات الصهيونية.
ارتكب عناصر العصابات الصهيونية مجزرة بعرب المواسي في أواخر شهر تشرين الأول (أكتوبر) وأوائل تشرين الثاني (نوفمبر) 1948، عقب الهدنة الثانية في الحرب، حيث جمع الجنود اليهود، استناداً إلى قول السكان، 16 رجلا ومضوا بهم إلى قرية عيلبون وأطلقوا النار عليهم، وسلم منهم اثنان إذا تظاهرا بالموت بينما كان الجنود قد تراجعوا مسافة قليلة وبعد انتظار بضع دقائق عاد الجنود فأطلقوا النار على الجثث كلها، ووجهوا نيرانهم إلى الرؤوس هذه المرة، وقد استشهد أربعة عشر منهم ودفنوا في كهف مجاور. وتم نقلهم لاحقا الى مقبرة عرب المواسي في قرية عيلبون.
أما الناجي الوحيد فقد هرب إلى سوريا مع غالبية ابناء العشيرة ويفوق عددهم ال 40 الف في يومنا هذا
ومن بقي منهم في فلسطين داخل الخط الاخضر, يتوزعون اليوم على عدة قرى في الجليل منها : عيلبون, دير حنا, طمرة ( خلة شريف ), إعبلين, ابطن..
بعد سقوط القرية أقامت السلطات الإسرائيلية مستعمرة "رفيد"، على بعد نحو ثلاثة كيلومترات إلى الغرب من موقع القرية، فيما أنشئت في العام 1949 مستعمرة "اربيل" على بعد كيلومترين إلى الجنوب الشرقي من القرية بالقرب من أراضي قرية حطين.