في المركزين الانتخابيين لكل من حزبي كاديما وليكود، ردد الأنصار "رئاسة الحكومة هنا".
لقد أتت الانتخابات الإسرائيلية بنتائج محيرة فإذا كان حزب وسط اليسار كاديما قد حصل على المرتبة الأولى كما تشير التقديرات فإن أحزاب اليمين حازت مجتمعة على أكبر عدد من مقاعد الكنيست.
تشير استطلاعات الرأي إلى أن ليفني حصلت على نتيجة جيدة
وقد ينتهي المطاف بتسيبي ليفني وبنيامين نتنياهو إلى دعوة بعضهما البعض إلى الانضمام إلى حكومة يترأسها كل واحد منهم. وقد يكون الأمر مزحة لولا أنه جد الجد.
وإذا ما صدقنا نتائج استطلاعات الرأي لما بعد عملية التصويت فإن قرار اختيار رئيس الحكومة الإسرائيلية بيد أفيجدور ليبيرمان زعيم الحزب القومي المتشدد "إسرائيل بيتنا".
فماذا يريد ليبرمان ومن هو على استعداد لمنحه ما يريد؟ هذا هو السؤال المطروح.
كما يمكنه الآن أن يتوقع أن يتودد إليه الطرفان نتنياهو وليفني.
حتمية؟
ويقول كاديما إن ليفني وحدها المؤهلة أخلاقيا لتولي الحكم لأنها حازت على أكبر عدد من المقاعد.
يطمح نتنياهو إلى تشكيل ائتلاف يميني
ويقول يؤال حسون عضو الكنيست عن كاديما : "إن تسيبي ليفني ستكون رئيسة الوزراء. هذه حتمية."
ويضيف موضحا: "إنه لم يسبق أن منع حزب كبير العدد برلمانيا من تشكيل الحكومة بغض النظر عن خارطة التكتلات."
ويبدو أن على الآخرين أن يتذكرو أن شيمون بيريز عُعهد إليه بتشكيل الحكومة - في التسعينيات- على الرغم من احتلال حزبه للمرتبة الثانية في الانتخابات.
لذا سيكون من غير المعتاد أن يعيد الليكود الكرة هذه المرة، لكنها لن تكون سابقة.
ويعتقد قادة الليكود أن في إمكانهم عكس اتجاه التاريخ.
ومما قد يزكي آمالهم أخفاق ليفني في تشكيل تحالف حكومة وكان لحزبها 29 مقعدا في الكنيست.
تأييد متحول
أعلن زعيم الليكود في مركزه الانتخابي أمام عدد قليل ولكن متحمس من الأنصار: "بعون الله، أقف أمامكم كرجل سيكون الرئيس المقبل للحكومة الإسرائيلية".
ينبغي التذكير بأن شيئا من الحيطة ضروري في مثل هذه المواقف فتوقعات ما بعد عملية التصويت في الانتخابات الإسرائيلية السابقة برهنت على أنها خاطئة في الماضي.
فقد تثقل أصوات الجنود -التي لا تخضع لأحصاء ما بعد التصويت- كفة نيتانياهو.
لكن لنفترض أن التوقعات صحيحة، لماذا كان المنافسة شديدة؟ ألم يكن نتنياهو متقدما في استطلاع الرأي؟
ثم إن المحللين السياسيين وأعضاء لجان الحملة الانتخابية يقرون بأنهم لم يعرفوا انتخبات مثل هذه التي جرت.
فقبل أسبوع الاقتراع، أشارت استطلاعات الرأي إلى أن 30 في المئة من الناخبين الإسرائيليين كانوا غير مستقرين على رأي بعد، مما يشي بمدى تذبذب الراي العام.
ويمكن تفسير جانب من هذه النتيجة بتحول التأييد داخل كتلة بعينها يمنية أو يسارية وليس بين الكتل السياسية.
فقدْ فقدَ حزب العمل عددا من أصواته لصالح كاديما بينما جلب "يسرائيل بيتنو" تأييدا كان يمنح عادة لليكود.
ويبدو أن الشعور بضرورة التغيير الذي ينتاب الناخبين خلال الحملات الانتخابية قد لعب لصالح ليفني على الرغم من أنها عضو في الحكومة المنصرفة.
يرى العديد من المحللين أن قرار من سيشغل منصب رئاسة الحكومة بيد ليبرمان
ويعود سبب ذلك إلى أن نتنياهو وإيهود باراك قد توليا منصب رئيس الوزراء، وفشلا في إتمام ولايتيهم.
ويكمن جزء كبير من جاذبيتها في أنها ليس أحد هذين الإثنين.
وفي غياب وضوح الرؤية، تبرز 3 خيارات لتشكيل الحكومة المقبلة.
تحالف يضم كاديما والعمل وإسرائيل بيتنا وشاس وميريتز. لقد جربت هذه الأحزام العمل سوية لكنها لم تكن تجربة ممتعة بالنسبة لهم
تحالف واسع يضم كاديما والعمل والليكود. وهو احتمال ضعيف نظرا لشخصية زعماء هذه الأحزاب.
تحاف يضم الليكود وشاس وإسرائيل بيتنا. وهذا الخيار هو الذي يسعى إليه نتنياهو.