[center][ السَلآمْ عليكمْ وَ رحمة الله وبركآته ]
.
.
َبعدمَا تثــَاءب الفـَجر.. وانـْبَلج نـُور النهــَار السـَاطِع .. وغـَمر الضَـوء المبتهـِج الأفـُق ..
وتسارعت عقـَارب السـَاعة .. لِتـُعلن شمس الأصيل حُضــورها البهِــي..
فـَتسللتْ خُيوطها الذَهبية عَبر شقوق نافِذتِه لِتـمنعه مِنْ مُزاولَة مِهنة النُعَاس!!
نـَهض متكاسلاً وأشرع شـُرفاتها ...وجـَال بفكرِة الحَائر عَبر الطُرقات التي تتـَوارَى أمَامه ...
وإذا بِه يتذكـَر تِلك المُهمَة التِي أوكَلها لُه صَديقة المشغول...!!!
على خلافة ... فهو لا يملك عملاً ثـَابت يجتهد لأجلِه صَباحاً ...!!
وَكان يتوجَب عَلية الاستيقـَاظ مُبكراً لإتمَامِ تلك المُهمة في إحِدى الإدَارات الحُكومِية ...
فبداء يَستعِد .. ورَكِب سَيارته وَفتح جِهَاز التبرِيد وارتداء نظارَته المُعتِمة والتي اشترَاها بالأمس
مِن أحدث المَاركَات وأجودِها لتقِي عينية منْ وَهج الشّمس!!!
ولكِنه بداء ضـَجِرا لان لَون تلك النظَارة لم يَكن مُعتِما كِفاية لِيقي عَينية مِن لسَعات شـَمس الصَيف !!!
استـَمر بِالمسِير إلى أن وَصل لتلك الإدارة الحُكومِية ولَم يُرهِق ذاته عَناء البَحث عَن مَوقِف مُناسِب
فقدْ كان بِالبقـُرب مِن البَاب الرَئيسِي مَوقف واسِع !!! وتردَد في أصداء ذَاتِه سُؤال سَاخِر :
الَم يرى أي ممِنْ يتزاحَمون بسَيارتِهم في مَواقِف الإدارة هَذا المَوقف ؟؟
أم أنهَم يمَارسُون هِواية المَشي بالسّير إلى سَيارتِهم في المَواقِف البعِيدة.. ؟؟ يَبدوا أنْ حَظي اليَوم جَمِيل.......!!!
نـَزل مِن سَيارتِه لِيتم عَملة وأثناء ذلك هَاتفهُ صَديقة لِيدعُوه لِتنَاول الغـَذاء مَعهُ ولُيسلِمه الأورَاق التي أنجَزهَا
عِوضا عنه .. فـَأتم مُهمَته عَلى عُجَالة !!
وعَاد إلى سَيارتِه وصَعدهَا بِسُرعة وأثناء مُحاوَلة إغّلاق بَاب السَيارة سَقط مِن يده مِفتاح السَيارة فعَاود فتح البَاب
بـِقوة فـَسمِع صَوت اصطِدام البَاب مَع جِسم ما بـِعُنف...!!!
فإذا بـِشاب يَافِع مُلقى عَلى الأرض يُحَاول أن يَستنهِض قـَامَته و يَداه تـَمتدان لِتلمِس مَا حولَها
كَأنها تبحَث عَنْ شـَئ مَا ..!!
ثم تهَللتْ أسَاريره بَعد أن وَجد ضـَالتـُه ... وهِي نظارَته السَوداء وعَصا بجواره وأورَاق مزدانة بالختم الرسمي
والتي يبَدوا انه قد أنجَزهَا بـِنفسِه مُبكِرا فِي تلك الإدَارة الحُكومِية !!!
عَاد هو ورَكِب سَيارته بِاستِعلاء وهَو يَقول بصَوت سَاخط .. أيها الفتى فِي المراتِ القادِمة زِد مِن اتسَاع حَدقة عَينيك...!!!
فـَأبتسم ذاك اليَافِع ابتسامة مُوافقة ورِضَا وارتداء نـَظارتُه وهَز عَصاه وَعاد لِمواصَلة سِيرة باتجَاه كُرسِي بِالجوار
يَبدوا انـَه قـَصدهُ لانتظَار احَد ماحلوةي يوصِلُه...!!!
غـَادر المَوقِف ليلحق بِموعِدة ولمَح لَوحة عَليها إشَارة مَا .. ولَكِن لَم يُعرهَا أي اهِتمامَ واسَتمر بطريقة ...
وَعند الإشارة أستَوقفه مَنظر مُعَاق يُحَاول أن يَعبُر الطَريق عَلى كُرسِيه المُتحرِك ...
ومَع ازدحِام السَير أوقف احَدهُم سَيارتَهُ لِيسَاعِدُه عَلى العُبور... !!!!
هُنا اسِتنَار وَجه بِحزمَة ضَوئِية أخذ بَريقهَا بتلابيب قَلبه واشتعَلتْ تِلك النُقطَة اللامِعة في عِين الحقيقة !!!
فَاستيقظتْ ذاكِرته مِن غَلواء الجَفاف الفِكري الذيحلوةان يُعانيه ..
وأعَادت ذاكرته كُل مَا حَدث مَعه مُنذ برهة !!!
أسّتوعَب أنْ المَوقفحلوةان للمُعَاقين لِذلك لَم يُحاول أن يقف أي مِنْ المَراجعين فِي مَساحِته ...
وأن ذاكَ الفتى كان يعاني إعاقة فهَو لا يستطيع الرُؤية إذا هو .. أعَمى .. ومَع هَذا كان مُبتسما رَاضيا
وكَانْ عَلى صَواب حَيثُ سَلك الطَريق المُخصَص للمعاقين واسّترَاح في مواقفهم
كمَاحلوةانت اللوحَة تـُشير وهَو الذي تعَدى عَلى مواقفهم المخصصة ..!!!
وكان الفتى اليافع مبتسما راضيا .. فلم يكن ساخطا أو غاضبا ...
ولم تثني الإعاقة من عزيمته إنما زادته إيمانا و إصرار...!!!
عَاد بِسيارته مُسرِعاً إلى حَيث كان.. ليِجد ذَلك اليَافع مَازال عَلى الكُرسي يتبتل بِالتسبيح هَمساً
عَلى حُبيبات منْ العَاجِ الأصّليِ ...
أقترَب مِنه وعَرفه بِنفسَه وأنه مَن أصَطدم بِباب سيَارتهِ مُنذ بُرهة وأعَتذر لَه بِشدة فـَقد تدارك حقيقة أن الإعاقة
لا تـُقهقِر الإنسَان عَن العَمل إنِما جَميعنا نسّتطيع أن نتصَافح ونكون يداً واحِدة ...
ونُحقق مَا نريد بِإرادتنا وعزيمتنا وليسَ فقَط بِأمنياتِنا ..[/center]
14/1/2016, 12:45 am من طرف كريستينا
موضوع: معاق ولكن !!!!! 
